
تعلموا من التاريخ – من سبقكم فشلوا جميعًا في احتلال إريتريا
لا يجوز استعمار لدولة مستقلة ذات سيادة.
تفاقم نيت الحرب مجددًا في منطقة القرن الأفريقي. استُخدم افتتاح سد النهضة الإثيوبي الكبير مؤخرًا – وهو حدث كان من المفترض أن يكون احتفال التنمية والتعاون -بدلا ان يستخدم منصة لخطابات واستعراضات عسكرية خطير.
في الأسابيع والأشهر التي سبقت الاحتفال، أثار اللواء تيشومي جيميشو – مستشهدًا بالتاريخ والقرب الجغرافي، ومشككًا في شرعية استفتاء عام ١٩٩٣ على استقلال إريتريا – ردود فعل عارمة. وأصدر المشير برهانو جولا لاحقًا أوامره إلى قائد القوات الجوية الإثيوبية، الفريق يلما ميرداسا، بإعداد القوات للعمليات فوق البحر الأحمر.
في حفل التنصيب نفسه، دعا رئيس الوزراء آبي أحمد، وهو يبكي وهو يُنشد النشيد الوطني بتأثر، الشعبَ إلى الاستعداد لـ”حربٍ مغامرة” باتجاه البحر الأحمر. لنكن واضحين: هذه اللهجة وهذه الاستعدادات تُشير إلى هدف واحد وهو فقط – إعادة احتلال إريتريا فقط .
حكم التاريخ واضح
فشل كل من حاول إخضاع إريتريا. والسجل لا يُنقطع:
الإمبراطورية العثمانية (القرنان السادس عشر والتاسع عشر): سيطرت على أجزاء من الساحل، بما في ذلك مصوع، لكنها لم تُخضع المناطق الداخلية لانة قاومت المجتمعات الإريترية واحتفظت باستقلالها.
التوسع المصري (1865-1885): احتلت مصوع وسعت إلى السيطرة على ساحل البحر الأحمر، لكن طموحاتها انهارت بعد الهزائم العسكرية والتدخل البريطاني.
الاستعمار الإيطالي (1890-1941): أُعلنت إريتريا مستعمرةً، إلا أن الحكم الإيطالي انتهى بالهزيمة في معركة كرن عام 1941، عندما حررت قوات الحلفاء الإقليم.
الضم الإثيوبي (1962-1991): أنهى الإمبراطور هيلا سيلاسي وضعية إريتريا كدولة ارتبطت بأثيوبيا بموجب قرار فدرالي للأمم المتحدة، مما أشعل فتيل صراع مسلح استمر ثلاثين عامًا. حتى مع الدعم السوفيتي والكوبي في أواخر سبعينيات القرن الماضي، فشلت إثيوبيا في سحق حركة التحرير التي انتصرت عام 1991.
حرب الحدود 1998-2000: في الصراع الإثيوبي الإريتري الوحشي على الأراضي الحدودية المتنازع عليها، صمدت إريتريا – على الرغم من تكبدها خسائر فادحة – وحافظت على سيادتها، وشهدت اتفاقية الجزائر رسميًا إعادة تأكيد حدودها المعترف بها دوليًا.
الجدول الزمني: أهم الأحداث في تاريخ إريتريا
تكتيكات القادة الفاشلين
عندما يواجه القادة غير الديمقراطيين أزمات داخلية – انهيار اقتصادي، أو معارضة سياسية، أو فقدان الشرعية – فإنهم غالبًا ما يسعون إلى تشتيت انتباه شعوبهم بصراعات خارجية. ومن خلال اختلاق عدو خارجي، يأملون في حشد الحماسة الوطنية وإطالة أمد قبضتهم على السلطة. هذه ليست قيادة؛ إنها مقامرة طائشة بالأرواح والمستقبل من أجل البقاء في السلطة .
نداء إلى جميع الأطراف المعنية
إلى الشعب الإريتري: ابقوا يقظين. الوحدة هي أقوى دفاعاتكم.
إلى أحزاب المعارضة الإريترية: مهما كانت خلافاتكم الداخلية، فإن سيادة الوطن يجب أن تكون خطًا أحمر.
إلى الشعب الإثيوبي: إن مستقبلكم يكمن في السلام والتعاون والاحترام المتبادل مع جيرانكم — لا في الحروب التي تستنزف الأرواح والموارد. ارفضوا دعوات العدوان التي تخدم بقاء قلة على حساب الأغلبية. تمسّكوا بالحوار والازدهار المشترك في القرن الأفريقي.
إلى الدول المجاورة والقوى الإقليمية: لا تنجرفوا إلى حرب من شأنها زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي بأكملها.
إلى المجتمع الدولي: أدانوا وردعوا أي عدوان قبل أن يتفاقم إلى صراع طويل الأمد.
الطريق إلى الأمام
يحتاج القرن الأفريقي إلى حوار وتجارة وأمن متبادل، لا إلى دورة أخرى من الدمار. كان من الممكن أن يكون سد النهضة الإثيوبي الكبير رمزًا للازدهار المشترك، لكنه بدلًا من ذلك يُخاطر بأن يصبح مقدمةً لانعدام الاستقرار الإقليمي إذا استُخدم لأغراض سياسية. إريتريا دولة مستقلة ذات سيادة، وحدودها وشعبها ومستقبلها ليست أوراق مساومة في سبيل البقاء السياسي لأي طرف. لقد قال التاريخ كلمته سابقًا، وسيقولها مجددًا: من يحاو احتلال إريتريا سيفشل.