المعارضة الإريترية ومسألة الميثاق: دعوة للقيادة والمسؤولية افتتاحية أنفيت – 11 مايو 2025

لا يزال المشهد السياسي الإريتري ممزقًا للغاية. على مدى ثلاثة عقود، تهربت الحكومة الإريترية من مسؤوليتها الدستورية، رافضةً تفعيل دستور عام 1997، مما حرم الإريتريين فعليًا من الأساس القانوني لحقوقهم وسيادة القانون. وقد أدى هذا التقاعس المتعمد إلى تأجيج الإحباط الوطني، مما جعل المواطنين وقوى المعارضة يطرحون سؤالاً جوهرياً: “أين الدستور؟

 

بينما تستمر الحكومة في حجب الحكم الدستوري، تفشل المعارضة الإريترية نفسها في القيام بواجبها في تقديم بديل موحد وقابل للتنفيذ. فقد أنتجت فصائل المعارضة المتعددة العديد من المواثيق، ولكن لم ينجح أي منها في تأسيس حركة وطنية تحت رؤية واحدة ومتماسكة. واليوم، تهيمن ثلاث وثائق رئيسية على الخطاب السياسي:

 

  1. ميثاق حواسا – وضعت هذه الوثيقة من قبل المجلس الوطني الإريتري للتغيير الديمقراطي خلال مؤتمره التاريخي في حواسا، إثيوبيا، وسعت هذه الوثيقة إلى وضع أساس لكنها لا تزال غير مستغلة بشكل كافٍ.
  2. ميثاق فيسبادن – صاغته القوى السياسية الإريترية (EPF)، إلا أنه فشل في المطالبة ببرنامج وطني حقيقي للمعارضة، واكتفى بدلًا من ذلك بإطار تنظيمي زائد عن الحاجة ينتظر العمل من المجلس الوطني الإريتري للتغيير الديمقراطي – منذ عامين وما زال.
  3. الميثاق الثالث المشترك بين المجلس الوطني للتجمع الوطني الديمقراطي وجبهة شرق أفريقيا للتغيير الديمقراطي (قيد الإعداد) – هذه الوثيقة هي نتاج حوار مشترك بين المجلس الوطني للتغيير الديمقراطي وجبهة شرق أفريقيا للتغيير الديمقراطي، وهي مصممة لتتماشى بشكل وثيق مع مبادئ الميثاقين السابقين.

وقد حلت لجنة الحوار المسؤولة عن صياغة الميثاق الثالث أربعاً وثلاثين نقطة خلافية، إلا أن هناك ثلاث قضايا رئيسية لا تزال عالقة في انتظار تدخل القيادة:

 

– الاستيلاء غير القانوني على الأراضي – معالجة المظالم التاريخية وضمان التوزيع العادل والقانوني للأراضي.

– الحكم اللامركزي – تحقيق التوازن بين السلطة المركزية والحكم الذاتي الإقليمي.

– حق تقرير المصير للأمم والقوميات – التنقل بين الحقوق العرقية والقومية داخل إريتريا الموحدة.

وبعيدًا عن الميثاق نفسه، واجهت اللجنة أيضًا صعوبات في اللوائح الداخلية – حيث كان هناك أحد عشر مجالًا رئيسيًا للخلاف، تم حل ثلاثة منها فقط. وتسببت إحدى القضايا الحرجة التي لم يتم حلها، وهي النسبة العادلة للتمثيل – في جمود تام لمدة شهرين، مما أدى إلى تجميد الحوار وعرقلة أي تقدم.

 

التحديات الثلاثة العاجلة أمام المعارضة الإريترية

 

في الوقت الذي تواجه فيه إريتريا تهديدًا وجوديًا لسيادتها، لا يمكن للمعارضة أن تتحمل التردد والتشرذم. وعليها أن تواجه على الفور ثلاثة تحديات حاسمة:

 

  1. توحيد صفوفها – بدون جبهة سياسية متماسكة لن تكون أي مقاومة فعالة. يجب على القيادة أن تضع الخلافات الفئوية جانبًا، وأن تضع اللمسات الأخيرة على الميثاق، وأن تقدم رؤية واحدة لمستقبل البلاد.
  2. الوقوف إلى جانب الشعب دفاعًا عن استقلال إريتريا وسيادتها – لا يمكن تجاهل الأطماع الإثيوبية الحالية فيما يتعلق بمنفذ إريتريا على البحر الأحمر. يجب على المعارضة الاستعداد للدفاع الوطني، والإشارة إلى الاستعداد للوقوف مع الشعب الإريتري، ليس بالكلام فقط، بل بالعمل الحاسم.
  3. التواصل بشكل مباشر مع الشعب الإثيوبي وقوات تيغراي المختارة ورئيس الوزراء آبي أحمد – يجب على المعارضة الإريترية أن ترسل رسالة واضحة وموحدة مفادها أنه سيتم الدفاع عن استقلال إريتريا وسيادتها التي اكتسبتها بشق الأنفس مهما كان الثمن. يجب مواجهة الادعاءات التوسعية الإثيوبية بشكل مباشر، وعدم ترك أي مجال للغموض.

لا مزيد من الأعذار حان وقت المساءلة

 

إن فشل القيادة داخل المعارضة يعكس الخلل الوظيفي ذاته الذي تسعى المعارضة للتغلب عليه. فبينما تواجه الحكومة مسألة الدستور المفقود، يجب على المعارضة الآن أن تواجه السؤال التالي “أين الميثاق؟”

 

إن الميثاق الموحّد القابل للتنفيذ ليس اختيارياً، بل هو ضرورة. فبدونه ستظل المعارضة مشتتة وغير فعالة وغير قادرة على إحداث تغيير حقيقي. لا يمكن لإريتريا أن تتحمل قيادة ضعيفة، سواء في الحكومة أو في المعارضة. لقد انتهى وقت التردد. يجب أن تتحمل المعارضة الإريترية المسؤولية وتضع اللمسات الأخيرة على الميثاق وتقف مسؤولة أمام الشعب الإريتري.

 

هذا ليس مجرد صراع سياسي – إنها معركة من أجل مستقبل إريتريا. فالسيادة من دون حكم غير مستدامة، والمقاومة من دون وحدة محكوم عليها بالفشل.

  • Related Posts

    توضيح مهمة واستقلالية شبكة أنفيت الإعلامية

    تأسست شبكة أنفيت الإعلامية لتكون منصة مستقلة وغير حزبية تخدم جميع الإريتريين في كل مكان — فضاء يمكن فيه للأصوات المتنوعة أن تُسمع وتُحترم وتتواصل دون حواجز أو وصاية سياسية.…

    Clarifying ANFET Media Network’s Mission and Independence

    ANFET-Editorial-September 3, 2025 ANFET Media Network was founded to serve as an independent, non-partisan platform for Eritreans everywhere — a space where diverse voices can be heard, respected, and connected…

    Leave a Reply

    Your email address will not be published. Required fields are marked *