
افتتاحية أنفيت 4 مايو 2025
كما ورد في افتتاحية الأسبوع الماضي، أدى الخمول الطويل للمنظمات السياسية الإريترية إلى حالة من الركود، مما خلق فراغًا في القيادة تم معالجته بشكل متزايد من خلال، الندوات والمؤتمرات الدولية والمبادرات المماثلة. وبينما تدخلت الكيانات الإعلامية لملء هذا الفراغ، إلا أن غياب المؤسسات السياسية القوية ترك الشباب يبحثون عن التوجيه والقيادة. وقد زادت مشاركة أعضاء التنظيمات السياسية في هذه المؤسسات المدنية – من خلال الأدوار القيادية والمساهمات المالية – من تعقيد ديناميكيات الجهود الحاسمة لصياغة برنامج سياسي واسع النطاق.
ويضاف إلى هذه الديناميكية ظهور مؤتمرات دولية، مثل التجمع الأخير في واشنطن العاصمة الذي عقده مؤخرا مهنيون إريتريون وأصدقاء المعارضة الإريترية. وفي حين تهدف هذه الجهود إلى تعزيز التضامن والدعوة إلى التغيير، إلا أنه غالبًا ما يُنظر إليها على أنها شكل آخر من أشكال الاستيلاء، مما يزيد من تعقيد المشهد. وقد خلقت المنابر المنفصلة للمنظمات السياسية والكيانات الإعلامية الإريترية والحلفاء الفخريين المتضامنين مع القضية معارضة مجزأة. هذا التشرذم يقوض الهياكل اللازمة لتحدي النظام الاستبدادي في إريتريا بشكل فعال.
وقد أدى الاغتراب بين هذه المجموعات إلى جعلها غير فعالة، حيث أصبحت على نحو متزايد متفرجة على جهود بعضها البعض بدلاً من أن تكون متعاونة. يمثل هذا السيناريو نقطة ضعف حرجة يجب تحديدها وتصحيحها على الفور. فبدون استراتيجية موحدة وثقة متبادلة، تخاطر المعارضة بمزيد من الركود، تاركة الإريتريين دون مسار واضح نحو الإصلاح والمساءلة.
لم تكن مشاركة مجموعات التضامن والحلفاء الفخريين بدون جدل. فبعض المنتقدين يجادلون بأن دعمهم يضعف استقلالية الجهود الإريترية أو يحول التركيز بعيدًا عن الحركات الشعبية. وعلى الرغم من صحة وجهات النظر هذه، إلا أنها غالبًا ما تفشل في النظر في المساهمات الفريدة التي تقدمها هذه المجموعات – مثل الوصول إلى منصات المناصرة الدولية والموارد.
ليست كل الانتقادات بناءة. في حين أن بعض الانتقادات الموجهة لأعضاء التضامن صحيحة، إلا أن البعض الآخر يعمم بشكل غير عادل أو ينبع من تحيزات راسخة ومفاهيم خاطئة حول نواياهم. على سبيل المثال، قد يواجه بعض الحلفاء الخارجيين مشاكل في المصداقية بسبب عدم إلمامهم بالسياقات المحلية أو عدم اتساق مشاركتهم. ومع ذلك، فإن استبعاد جميع الحلفاء الخارجيين يقوض المساهمات القيمة للأفراد الذين أظهروا التزامًا طويل الأمد ودعمًا حقيقيًا للقضية الإريترية. إن تحقيق هذا التوازن أمر بالغ الأهمية لتعزيز التعاون والحفاظ على الثقة بين مختلف المساهمين.
ولتجاوز هذه التوترات، من الضروري تعزيز الحوار البنّاء لمعالجة الشواغل الصحيحة مع تقدير مساهمات المتضامنين. ومن خلال تعزيز التفاهم والاحترام المتبادل، يمكن لأصحاب المصلحة تجاوز الانقسامات والعمل بشكل تعاوني نحو الهدف المشترك المتمثل في تفكيك الاستبداد وبناء نظام ديمقراطي دستوري في إريتريا. هذا النهج الشامل يضمن الوحدة والتركيز المستمر على تشكيل مستقبل سياسي واجتماعي عادل وتقدمي للأمة.