
التاريخ: 23 سبتمبر 2025
تعلن هيئة تحرير أنفيت تضامنها الثابت مع الشعب الفلسطيني في نضاله العادل من أجل الدولة والكرامة وتقرير المصير.
إن تاريخنا نحن الإريتريين يُلزمنا بالوقوف بحزم إلى جانب المظلومين. فقد تحررت إريتريا من الاستعمار الإيطالي عام 1941 على يد قوات الحلفاء، وظلت لعقد كامل تحت الإدارة البريطانية. وفي أربعينيات القرن الماضي، حين جرى الاعتراف بدولة إسرائيل، تداخلت نضالات إريتريا وفلسطين — فكلا الشعبين كان يتوق إلى الاستقلال والحرية.
غير أنه في ستينيات القرن العشرين، وأثناء خوض الإريتريين كفاحهم المسلح من أجل التحرير، انحازت إسرائيل إلى الإمبراطور هيلا سلاسي في إثيوبيا، الذي ألغى الفيدرالية وضم إريتريا. وقد درّب المستشارون العسكريون الإسرائيليون الإريتريين المحليين لقتال جبهات تحريرهم، جبهة التحرير الإريترية (ELF) والجبهة الشعبية لتحرير إريتريا (EPLF). لكن بحلول منتصف السبعينيات، انتصرت الروح الوطنية الإريترية، فانضم كثير من أولئك المقاتلين إلى صفوف الكفاح التحرري. وردًّا على ذلك، أعاد هيلا سلاسي نشرهم في عمق إثيوبيا لقمع حركات المقاومة الأخرى في غوندار وولقايت وأوغادين وهرر.
هذا التاريخ يفسر — لكنه لا يبرر — لماذا ابتعد النظام الإريتري الحالي عن القضية الفلسطينية. فعلى الرغم من الدعم الذي قدّمته منظمة التحرير الفلسطينية (PLO) لحركات التحرير الإريترية في الماضي، فقد اختار نظام أسمرا طريق الخيانة بدلًا من التضامن. ففي الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وقفت إريتريا والكاميرون وحدهما من بين 54 دولة أفريقية رافضتين الاعتراف بدولة فلسطين. وهذا تخليٍ مخزٍ عن المبادئ الثورية وإنكار للقيم التي ناضل الإريتريون من أجلها.
إن أنفيت ترفض هذا الموقف. ونؤكد أن الشعب الإريتري، في غالبيته، يعترف بحق فلسطين في إقامة دولتها ويدعم هذا الحق. إن تضامننا متجذر في التاريخ المشترك، وفي النضال العالمي ضد الاضطهاد، وفي الواجب الأخلاقي بالوقوف مع من حُرموا من الحرية.
ندعو المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود لتطبيق القانون الدولي، وإنهاء الاحتلال، وضمان العدالة والسيادة للشعب الفلسطيني.
مع فلسطين… مع المظلومين!